الكاتبة  اللبنانية براءة  الأيوبي ل” أخبار الشعب “: الصخب  الابداعي  بمشاعر الحنين والترقّب

MOSTAFA CHAAB12 أبريل 2022218 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
الكاتبة  اللبنانية براءة  الأيوبي ل” أخبار الشعب “: الصخب  الابداعي  بمشاعر الحنين والترقّب

اخبار الشعب / حوار : عبدالله  الساورة

حينما تشعر الشاعرة  اللبنانية براءة  الأيوبي بالغربة أو  الفرح تسرع الخطى  نحو الكتابة في محصلة ابداعية  بأعمال “ذاكرة روح” و”المسكونة” و”ورد جوري”… وهي تصدح بمشاعر الحنين والترقّب والشجن بين  القصة والرواية….

 

 

س/ “ذاكرة روح” و”المسكونة” و”ورد جوري”، كيف تجد براءة الأيوبي نفسها في عوالم الكتابة؟

الكتابة بالنسبة لي عالمٌ متفرّدٌ بسحره وتأثيره. دائماً أُنشد في الكتابة سكينةً تتسلل بين الأوردة وهدأةُ تلملم مشاعر انتثرت مني هنا وهناك.ألجأ إلى قلمي عندما أستشعر غربة في الروح، أو فرحاً يكاد يُحيلني فراشة تتراقص على وقع الخَفق.

منذ الصغر وأنا على علاقة وثيقة بالقلم. تعلّمت على مرّ الزمن أن أقرأ ذاتي والآخرين.. أن أخطّ من تردداتي النفسية رسماً بيانياً أنسجه بشكل بنصوص نثرية.. أن أجعل من أوراقي الملاذ الذي آوي إليه حين تصخب الروح بحكايا النبض…

زمن الكتابة مهم جداً بالنسبة لي، فيه أبعثر ذاتي بين السطور، وأُفضي بما يخالجني سواء من حزنٍ أو فرحٍ أو قلق.. ولعل ذلك تجلّى واضحاً في “ئاكرة روح” كتابي الأول الذي سطرتُ فيه وجدانياتي في صورة نصوصٍ نثرية.

الكتابة عالمٌ جماليّ يُعبّر من خلاله الكاتب عَن ذاتهِ وَواقعهِ وَمخيلتهِ وحتى هواجسه، فتغدو بذلك ملاذاً للروح وسكَناً لها بدل أن تكون مجرّد فضاءٍ ينسرب من خلاله الكاتب إلى عالم الشهرة. الكتابة مسؤوليةٌ ورسالةٌ وفنّ..

س/ كيف كان مسارك الإبداعي… وأي التيمات والموضوعات تخترينها لكتاباتك؟

في الحقيقة أنا لا أزال في بداية الطريق، ولديّ الكثير لأقوله وأعبّر عنه. وأنا سعيدةٌ جداً وأحمد الله على موهبة الكتابة التي حباني الله بها، وعثرتُ على ذاتي من خلالها.

غالباً ما تصخب نصوصي تصخب بمشاعر الحنين والترقّب والشجن… وتزخر بالمنعطفات النفسية المختلفة.. وهذا أمر طبيعي، فالإنسان مهما حاول الانسلاخ عن واقعه، لا بدّ وأن تظهر تجليّاته بطريقة أو بأخرى… وعند الكاتب الأوراق هي من تفضح الكوامن والهواجس..

وأنا كغيري طبعاً لا أعيش في بيئة اجتماعية افتراضية خالية من المشاكل والأزمات.. لا يكاد ينقضي يومٌ دون أن ألتقط مأساة لأشخاص مقربّين أو لمعارف عبروا حياتي وأدركتني أحزانهم.. و”ذاكرة روح” يتضمن الكثير من النصوص التي أستخدم فيها صيغة الأنا في إشارتي لحكايا تتناول هؤلاء الأشخاص ولا تخصّني بطريقة مباشرة.

في الواقع  أنا ذاتٌ صاخبة… هكذا أصف نفسي انطلاقاً من تجاربي الشخصية.. فأيّ شعور غضبٍ أو حزن أو توتر تكون حصيلته لديّ فيضاً من كلمات وسطور وحكايا خبيئة بين السطور.. هذا لا يعني إطلاقاً أن مشاعر الحزن تتفوق في قاموسي على مشاعر البهجة، لكن الكتابة في زمن الشجن يشكّل عندي نوعاً من علاج يحول دون تفاقم الحالة واستعصائها… لذلك قد ألجأ في كثير من الأحيان إلى تدوين مزاجي المضطرب أكثر من اهتمامي بتخليد ذاكرة البهجة.

 

س/ على الكاتب دائماً أن يبتعد عن النمطية والتكرار، ما هي وسيلتك للهروب من النمطية؟

أنا أرى في لجوء الكاتب إلى التنويع في إنتاجه الأدبيّ وسيلةً لمنع نفسه من الوقوع في فخّ التكرار، كما أنّ في ذلك فائدةً تنعكس على قرائه بحيث يبقى القارئ متحمساً لجديد الكاتب وبعيداً كلّ البُعد عن إمكانية توقّع ما قد يكون.

أنا حتى الآن قمتُ بإصدار ثلاثة كتب متباينة في الشكل والمضمون. “ذاكرة روح” هو عبارة عن نصوصٍ وجدانية تحمل بين طياتها مزيجاً من التقلّبات النفسية والحالات المزاجية المختلفة. أما “المسكونة” فهو عبارة عن مجموعة قصصية ترتسم فيها المشاعر الإنسانية المتنوعة في صورة شخصيات متعددة يختلط فيها الواقع بالخيال. وأخيراً “ورد جوري” وهي تجربتي الروائية الأولى والتي سعيت من خلالها لبَثّ رسائل إنسانية واجتماعية كثيرة.

ماذا عن هامش الحرية  في أعمال براءة الأيوبي؟

أنا شخصيّاً لا أحبّذ الجرأة الزائدة في النصوص الأدبيّة عند النساء والرجال على حدٍّ سواء.. وإن كان الأدب هو وسيلةً للتعبير عن الواقع، فباستطاعة الكاتب أن يصيب الهدف بذكائه الأدبي ودون أن يتجاوز الخطوط الحمراء.

ولعل كل من يقرأ نصوصي لا بدّ وأن يلحظ ميلي إلى عدم تجاوز حدود القيم التي أؤمن بها إيماناً مطلقاً، والتي لا بدّ وأن تتجلى في كتاباتي بطريقة عفوية ودون قصد مني..

إن قيودي على هذا الصعيد تنبع من ذاتي، ولا أنتظر أيّ جهة لتُملي عليّ قناعاتها..

كما أنني لا أتعاطى الشؤون السياسية في كتاباتي، والتي قد تسبب إحراجاً لبعض دور النشر.. في النصوص، أعبر عن آراء وتوجهات وطموحات عامة.

بالتأكيد لديّ اهتماماتي السياسية، أفكاري وانتقاداتي التي تظهر في أكثر من مكان ومناسبة ولكن خارج إطار العمل الكتابي.

أتفاعل مع مختلف الأحداث والقضايا العربية، وأملك هواجسي الوطنية خصوصاً في المرحلة التي يمر بها لبنان حالياً.. ولكني لستُ بكاتبة سياسية، بل اهتماماتي أدبية محضة… وعندما أختلي بأوراقي، فإن مزاجي الأنثوي هو الذي يطغى ويفرض سيادته وسطوته…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق