ربيعيات / كورونا على خشبة المسرح

اخبار الشعب19 أبريل 2020318 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
ربيعيات / كورونا على خشبة المسرح

 

 

اخبار الشعب / بقلم ربيعة بلحرمة

تمعنت في هذه الحياة وخاصة مع هذا الوباء الذي عرى الضمائر وميز بين الأفراد والاعمال والطباع و صنف النفاق والخداع والكذب حيث نزع الغطاء المزين و الشريط المعقود على شكل وردة لتعجب الناظرين، حينها تحققت من ان الحياة خشبة مسرح لا احد يلتزم بالسيناريو الموضوع للمسرحية رغم حضور كرونا التي من المفروض ان يحسب لها الانسان حسابا مع احتمال عودته إلى التراب ، والاصعب ان ترى اناس جعلتهم في قمة أحبابك واصحابك هم ايضا يشاركون الاخرين في مسرحية مجهولة الهوية و تراهم ايضا يلبسون أقنعة ويخترعون قصصا من نسج خيالهم يتقمصون الدور وكأنه حقيقة، يستحمرونك و بستغبونك وانت تنسلخ من دور البطولة لتترك لهم تعديل السيناريو كما شاءوا وانت تحمل قلبك الطيب المحب الذي لم تجد له مكانا بينهم ، مرة تعذرهم لانك توهم نفسك انهم يفعلون ذلك من اجلك حتى لا تضيع منهم ، وتصفق لتدبدبهم و مرة ترى انه لاشيء يبرر الكذب والخداع و استغباءك والاستهانة بذكاءك وبديهتك و مرة أخرى تعمد إلى التحليل النفسي وتقنع نفسك بان تدعهم يعيشون شيء حرموا منه ، يستحضرونه في خيالهم و يخبرونك به ويصدقون انه حقيقي وهم قابعون في مكانهم تحاول ان تجد لهم ما تسامحهم به و تبقى حينها بين مد وجزر ، تلطمك الامواج بين صبر وعدمه ، تغمض عينيك مرة وتفتحهما اخرى والمسرحية مستمرة و تجد نفسك المتفرج الوحيد ، تصفق و تصفق و تصفق حتى لا تحرمهم من لذة دورهم الذي يلعبونه ، ويتقنونه و حتى لاتحرجهم بفهمك وانت تحمل السيناريو الحقيقي للمسرحية التي يتلذذون بديكورها واقنعتها التي تتغير بتغير الادوار فتدعهم يحلمون و تجعل السؤال الذي يخالجك اتوقظهم ؟ ام تتركهم يستمتعون بشيء حرموا منه وكنت سببا بان يعيشوه ولو لحظة التمثيل عليك ؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق