مينة بوشكيوة حلمي أن أكون شيخة

MOSTAFA CHAAB20 أبريل 2022211 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
مينة بوشكيوة حلمي أن أكون شيخة

 

اخبار الشعب/

كان حلمي في حياة أخرى، أن أصبح شيخة، فنانة عيطة حقيقية، على وزن فاطنة بنت الحسين وعايدة والحامونية وخديجة مركوم ونعينيعة والزحافة وغيرهن من قامات كبرى في حفظ القصائد وغنائها وأدائها للسّميعة الحقيقية، مخترقة الطابوهات ومجتمعات الرجال المنغلقة في أوجه النساء.
الشيخة، هي امرأة ساقتها ظروفها وهي طفلة أن تعاشر شيوخ وشيخات وشعراء وقصايدية ونظّامة موهوبين، سلطتهم الوحيدة والرهيبة، هي حسن السماع والالتقاط والحفظ وامتلاك صوت مطواع، جرّاح للمشاعر والحواس.

عيوط المغرب المغناة بأصوات الشيخات، كتب عنها عدد من الباحثين في الفن الشعبي المغربي، منهم البوحميدي وحسن بحراوي وحسن نجمي وأحمد الشتيوي وغيرهم.

الشيخة، هي خزان حيّ لثرات شفوي جاء حاملوه إلى المغرب من الشرق منذ القرن التاني عشر ميلادي، اختلطوا بالأمازيغ وأطلق على غنائهم “العروبي” .

الشيخة، لم تكن بالضرورة عاملة جنس أو نديمة للأعيان وأهل السلطان والأغنياء، بقدر ماكانت فنانة حقيقية، قد يذهب بها اعتزازها بنفسها ودفاعها عن العدالة إلى مصير خربوشة مع القائد عيسى بن عمر، كما ورد في قصيدة “حاجتي فكريني”.

وقد ظل الاعتماد على الجسد في تعاطي الشيخة مع دورها كمغنية ومؤدية للعيوط والأشعار، فقط يختلط في ذهن البعض، ممن وصلتهم الصيغة المشوهة من مهنة الشيخة والشيوخ، ومما “زاد الحل على الخميرة” ماحمله سوء الذائقة الفنية لإعلامنا بما يروجه في الاعلام العمومي، لتكتمل الباهية مع نجمات المنصات والمهرجانات وسهرات الخليج والسكارى والحشاشين، فانتشرت ظاهرة لظهور “شيخات المؤخرة في غياب أي مقدمة صوتية أو فنية، من أمثال نجمات المواقع التواصلية والفيديو كليب واليوتيوب وحفلات لقصاير تحت الطلب.

الشيخة، ليست هي الممثلة التي تحتاج بالضرورة للتكوين الأكاديمي والدراسة المعمقة في الفن، ولجسد جميل ومتناسق، والباقي يكمله التسويق الجيد وقاعدة العرض والطلب، الشيخة تراث شفوي ثقافي، أسست له نساء تركن أسماءهن محفورة في القلوب والأذهان والأذواق، كما حفرت ذاكرتي لعلعة صوت الشيخة الزحافة ونعينيعة وفاطنة بنت الحسين والحامونية وعايدة وخديجة مركوم وغيرهن، قبل أن يحفر في قلبي الصغير، صوت كشك المقرف، جراحا نبت فيها الخوف والرعب والظلام.

أنا امرأة مفتونة وسأظل كذلك، بتراث العيطة وسيرة الشيخات، وقد أحيا لأكتب يوما رواية عن هذه السيرة العطرة على إيقاع زخم مما غنته شيخات حقيقيات، شامخات مبدعات طباعات وراقيات..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق