اخبار الشعب /الاستاذة بهيجة الزياتي :
حينما أتمعن في حال الناجحين المتميزين أجد سمات عدة مشتركة بينهم وصفات إيجابية تكاد تكون مقتبسة من بعضها البعض.. لكن أبرز ما رأيت فيهم وشدني الانتباه إليه هي سمة التصالح مع النفس فأجد أن لديهم مساحات كبيرة من التعامل الرائع مع أنفسهم.. لا أجد منهم من يجلد ذاته أو يقسو عليها بل وجدت في أغلبهم من يتغافل عن بعض الزلات ويبدأ بالحديث الجاد والمصلح مع نفسه.. رأيتهم يسامحون تلك الزلات ويعتقدون أن لكل زلة هناك إجراء تصحيحي لها فلا يعاقبون أنفسهم ولا يقسون عليها كما أن نفسياتهم طيبة وعلاقاتهم ممتازة تتسم بالتعامل الراقي وتراهم يتقدمون في مجالاتهم للأمام ولديهم إنتاجية عالية ويتسمون بالطمأنينة ناهيك عن أن لديهم قوة جاذبية لأحاديثهم وقدرة على التأثير.
وأنت أيضا يمكنك أن تكون مثلهم وتصل لما وصلوا إليه من تصالح مع الذات.. يمكنك أن تكون في مصافهم وتحذو حذوهم وتخلق لك مكان على أرضهم.. أعط نفسك حقها.. اختل بها.. واجهها.. افتخر بمواطن قوتك.. وقل لمواطن ضعفك بأنها ستتحسن حتى لو طال الوقت بها لا بد وأن يكون تغييرا للأفضل فيها.. متع نفسك بنفسك ولا تنظر من يتفرغ لك ليمتعك فالناس مهما كانت قريبة منك فلن تخصص كل وقتها لإبهاجك وتغيير مزاجك.. تعلم ذلك لوحدك وافعل ما شئت حينما تختلي بنفسك.. إن أردت اللعب أو الجري أو ممارسة ما تراه مناسبا لك المهم أن تستمتع وأن تعرف كيف تقضي وقتك ببهجة وسعادة.
كن رقيقا مع نفسك ولا تقسو عليها واستبدل ذلك الجلد واللوم بكلمات أكثر لطفاً.. حدثها كما تحدث من أمامك تتعامل معه بحسن الخلق.. انفض عن نفسك بعض المعتقدات العقيمة والتي قد رسخت فيك زمنا طويلا أو بعض السلوكيات التي لا تقدم ولكنها قد تعيقك عن تقدمك، واستبدلها بما ينفعك.. حدّث نفسك بإيجابية منبثقة بثقتك برب العالمين وحسن ظنك فيه سبحانه.. عش بأمل دائم بأن الغد هو الأفضل وأن ما عند الله خير.. اخرس ذلك الصوت الداخلي الذي يصم أذنيك ويحاول جرك للسقوط.. أنت تقدر قلها بثقة ورددها في كل لحظة وحين وباقتناع من أن الوقت الملائم سياتي وستنجز ما تريد وستقف أين يقف أولئك المتميزون وسيكون مكانك محفوظا لك وحدك.
