أخبار الشعب .. متابعة محمد شيوي
يقيم مزارعو مختلف أنواع الخضراوات والطماطم خسائرهم في مجموعة من المناطق بالمغرب، خاصة منطقة سوس-ماسة، إثر موجة الحرارة الاستثنائية التي بلغت أرقاما قياسية، حسب مديرية الأرصاد الجوّية، وصلت إلى 50.4 درجة مئوية بمحطة أكادير إنزكان.
ولا تبدو توقعات إنتاج عدد من الخضروات، خاصة الطماطم، إيجابية بالنسبة للمزارعين في حالة استمرار موجات الحر، لأن من شأنها حرق النبتة المنتجة في مراحل نموها الأولى أو تأخير عملية النمو.
وتتجاوز درجات الحرارة داخل البيوت البلاستيكية المعتمدة بشكل كبير في جهة أكادير بأزيد من 5 درجات درجةَ الحرارة المسجّلة خارجها، ليلا ونهارا، وهي حرارة أعلى من أن تتحملها، وفق الخبراء الزراعيين، الكثير من المنتجات الفلاحية.
من جهته، قال خبير زراعي: إن موجة حر ممتدة من يومين إلى ثلاثة أيام يمكن أن تحدث تأثيرا واضحا على زراعات الخضر، والطماطم بشكل خاص، لكن بنسبة ضئيلة في حالة اعتدال الجو بعد ذلك، بحيث تستطيع الفيزيولوجية النباتية التلاؤم مع الوضع.
وأبرز، أنه يوجد في أكادير-التي تعد واحدة من أهم مصادر تموين السوق الداخلية وتصدير الخضر والفواكه بالمغرب، خاصة الطماطم والفلفل والخيار-نحو 10 آلاف هكتار من الزراعات المغطاة، مشيرا إلى أن ما يصل إلى 50 في المائة من هذه المساحة تتوفر على أنظمة حديثة للتهوية والتبريد والتظليل والتحكم في درجة الحرارة الداخلية لمقاومة موجات الحر.
وأشار الخبير إلى أنه في مقابل ترّيث العديد من الفلاحين في زرع أراضيهم خلال هذه الأشهر التي تعرف درجات حرارة مرتفعة، يعمل مستثمرون كبار على تجهيز بيوت بلاستيكية بمبالغ مالية تصل إلى 10 ملايين درهم للهكتار الواحد، للمحافظة على جودة محاصيلهم من جميع أخطار التغيرات الجوية.
وخلص إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تتسبّب بالإضافة إلى إضعاف حجم الإنتاج وجودته، في أمراض متعددة للمحاصيل، نتيجة إجهادها وإضعاف نسبة تحملها، خاصة في ظل استمرار موجات الحر لأيام متواصلة.
اما احد المستشارين الفلاحيين، فقد عبر أن هذه السنة شهدت موجتي حرّ استثنائيتين كان لهما تأثير واضح على المنتجات الزراعية، تتعلّق الأولى بموجة أواخر يونيو الماضي، ثم موجة الأسبوع الماضي من غشت الجاري.
وأبرز، أن الموجة الأولى أثّرت بشكل ملحوظ على بعض الزراعات الربيعية بمجموعة من المناطق الداخلية والساحلية، كالعنب والذرة، وانعكست على أثمان عدد من المنتجات الفلاحية في السوق المغربية نتيجة ضعف الإنتاج.
أما موجة الحر الأخيرة، فإن تأثيرها كان أكبر، مرجعا ذلك لتزامنها مع بداية الموسم الفلاحي بالنسبة لزراعة الطماطم والفلفل ومختلف المنتجات الموجّهة للتصدير، خاصة في غياب الاحتياطات اللازمة لمثل هذه الظروف المناخية الاستثنائية.