تركيا .. هل هي نهاية السلطنة الاردوغانية؟

MOSTAFA CHAAB14 مايو 2023157 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
تركيا .. هل هي نهاية السلطنة الاردوغانية؟

 

أخبار الشعب / محمد شيوي:

العالم الغربي كله ينتظر بفارغ الصبر نتائج الانتخابات الرئاسية في تركيا، وأمله في فوز تحالف الشعبي المعارض المشكل من حزبي الشعب والجيد بزعامة كمال أوغلو.
والعالم الاسلامي يأمل في فوز التحالف الجمهوري بقيادة الطيب أردوغان.
بين هذا وداك تبقى الانتخابات التركية الأكثر ديمقراطية في العالم حيث تسجل نسبة مشاركة حقيقية تفوق 86%، وتنافس شريف بين الأحزاب المشاركة التي يصل عددها إلى 24 حزبا.
وبالرغم من أن اقتصاد تركيا شهد بعد التراجع في الأواني الأخيرة نتيجة ارتفاع معدل التضخم في أسعار المواد الأساسية و تراجع معدل النمو الاقتصادي بشكل نسبي نتيجة لبعض العوامل الاقليمية وكذلك لبعض العوامل الداخلية المتمثلة في الكوارث الطبيعية و ارتفاع تكلفة الانتاج، أتمنى استمرار الطيب أردوغان على رأس الرئاسة التركية من أجل مواصلة الاصلاح و الدفع بالدولة التركية نحو مصاف الدول المستقلة والمتقدمة.
يقول زميلي الفتاحي وهو استاذ مبرز في مادة الفلسفة، نعم هو يوم مفصلي في تاريخ الأمة الاسلامية، والأتراك يحددون مجرى هذا التاريخ. لقد قال أحدهم: إنها ليست انتخابات لاختيار رئيس فحسب، بل يوم من أيام الصراع بين الشرق الاسلامي والغرب المسيحي، مثله مثل اليرموك والزلاقة وحطين وفتح القسطنطينية ووادي المخازن وموهاج…لكن وطيسه حامٍ في ساحة الصناديق وليس ساحة الوغى، ربما، لكن الجميل في الأمر هو أنه لا أحد يشكك في نزاهة الاقتراع، ولا أحد يعرف النتيجة مسبقا، فالكفتان ترجحان لمصلحة الأتاتوركي حينا ولمصلحة العثماني حينا آخر، ترجح بين كلتجدار الذي سينهي قيادة تركيا للعالم الإسلامي ويعيدها لأحضان الغرب، وبين أردوغان المصرِّ على تجذر تركيا في الشرق وارتباطها بالهوية الإسلامية. قد يعلم الأتراك ما لا يعلمه غيرهم من الشعوب والأمم الأخرى، لكن الأنظمة الغربية تعلم أن كلتجدار هو الأصلح لها، ويدل على ذلك مساندتها الشرسة له من أجل إسقاط أردوغان، بينما ملايين المسلمين عبر العالم يعلمون أن أردوغان هو الأصلح لهم، فهو يحيي فيهم بعض الأمل – ولو رمزيا – بانبعاث جديد لمجد تليد. وقد يكون هناك طرف ثالث هو القيصر بوتين الذي يفضل السلطان على الرئيس، لأنه قد يكون أنفع له في الصراع الدائر بينه وبين الغرب، لأن عقلية السلطان أقرب إلى عقلية القيصر، فوجوده على رأس تركيا يعني وجود قوة إقليمية تبحث عن موقع السيادة في دائرة الصراع مما ييسر كسر الهيمنة الغربية العصية، اما وجود الرئيس الأتاتوريكي على رأس تركيا فمعناه عودتها إلى الحضن الغربي بكل خضوع، وقد ينفع ذاك الحضن الغربي الأتراك في معيشهم اليومي ويُرغِد عيشهم لبضع سنين من خلال تدفق الأموال الغربية والخليجية واستثماراتهما، وحتى قروض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لكن ذلك سينهي حلم القوة العالمية عسكريا وزعامة العالم الاسلامي، ويقضي على استقلاليتها؛ ستعود تركيا “مهند” و “كمال” وترحل تركيا “أرطغرل” و”بربوس”. والله أعلم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق