اخبار الشعب/ أشرف ليمام
تعد الجماعات الترابية أحد أهم أركان الإدارة المحلية، حيث تقع على عاتقها مسؤولية توفير الخدمات الأساسية للمواطنين في مناطقها. ومن بين التحديات الرئيسية التي تواجهها هذه الجماعات هو ضرورة ترشيد النفقات التسييرية، وذلك من أجل ضمان استدامة الخدمات وتحقيق التنمية المستدامة .
إن ترشيد النفقات التسييرية يعتبر عملية حيوية وحاسمة لتحقيق التوازن المالي وتحسين الأداء الإداري في الجماعات الترابية. فالنفقات التسييرية تشمل كافة النفقات التي تتعلق بالإدارة والتسيير اليومي للجماعة، مثل الرواتب والمكافآت وتكاليف الصيانة والتشغيل. ومن خلال مقاربة متوازنة وفعالة، يمكن تحقيق ترشيد هذه النفقات دون المساس بجودة الخدمات المقدمة .
أحد الخطوات الأساسية في ترشيد النفقات التسييرية هو إجراء تحليل شامل للميزانية، بهدف تحديد النقاط الضعيفة والمجالات التي يمكن تحسينها. على سبيل المثال، يمكن النظر في تحسين كفاءة استخدام الموارد المالية والبشرية، وتنظيم العمليات الإدارية بشكل أفضل لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والفعالية .
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة لإدارة التكاليف، تركز على تحديد الأولويات واستخدام الأدوات والتقنيات الحديثة لتحقيق التوفير والكفاءة. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام التكنولوجيا في تبسيط العمليات الإدارية وتقليل التكاليف الإدارية غير الضرورية .
لا يمكن تحقيق ترشيد النفقات دون تفعيل دور الرقابة والمراقبة، حيث يجب أن تكون هناك آليات فعالة لمتابعة التنفيذ وتقييم الأداء المالي بشكل دوري ومستمر. كما يجب أن تتضمن هذه الآليات معايير صارمة للشفافية والمساءلة، بهدف تحقيق الشفافية المالية ومكافحة الفساد .
في الختام، يجب أن يكون ترشيد النفقات التسييرية هدفاً مشتركاً يسعى إليه جميع فاعلي القطاع العام والمجتمع المدني، من أجل بناء جماعات ترابية فعالة ومستدامة تلبي احتياجات وتطلعات المواطنين بكفاءة وجودة عالية .
