الصدقة الجارية و دورها في التنمية الإجتماعية

MOSTAFA CHAAB15 ديسمبر 2021195 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
الصدقة الجارية و دورها في التنمية الإجتماعية

 

اخبار الشعب /نزهة الإدريسي/ المملكة المغربية:

 

 

قال عليه الصلاة والسلام :
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له

الصدقة هي عمل خيري لوجه الله يثاب عليه الإنسان عند ربه ، تزكي المال وتمنع البلاء او تلطف منه . وهي نوعان : اما صدق تخص فردا او مجموعة لمنفعة آنية كالتصدق بطعام او ملبس وبعض المال ليستفيد منه الآخرون عند الحاجة، او صدقة جارية اي مستمرة وهي كما قال المفسر
” الصدقة الجارية تلغي الملكية الاصلية وتصبح وقف، أي تصبح ملك الله تعالى والتصديق بمنافعها وعائداتها باستمرار أو بشكل متكرر على الأشخاص المستفيدين حسب رغبة المانح الأصلي. كما لا يمكن الغاءها كصدقة جارية في أي حال من الاحوال.. ”
في وقتنا الحالي ومع اشتداد الأزمات الاقتصادية وانتشار الفقر صار لزاما علينا ان نعيد النظر في هذا الركن الديني ونعمل على تنشيطه من جديد في حياتنا بالشكل الذي يساهم في التنمية المجتمعية و يفيد الشباب الصاعد والمرأة، مادامت قضية تمكين الشباب والمرأة الهاجس الأساسي الذي يشغل الحيز الأكبر في سياساتنا. الصدقة الجارية كما تعارفنا على امثلة منها يمكن ان تكون حفر بئر على نفقة خاصة والتبرع به لجماعة او كافة الناس للاستفادة منه في الشرب والري، أو وقف ريع مصنع او جزء منه او مؤسسة استثمارية لصالح ملجأ أيتام او مجموعة من المعوزين وغيرها من المبادرات التي تعالج وضعا موجودا يحتاج للمساعدة..
لكن هناك نوع من الصدقات الجارية يمكنها ان تعالج او تواجه اوضاعا سلبية قبل وقوعها او التصدي لها ومنها مساعدة أفراد او مجموعات بالتكوين والتأطير ليصبحوا مؤهلين للعمل والكسب وهذا يدخل في إطار ” علم ينتفع به ” او المساهمة ماليا في شراء وسائل الإنتاج او تذليل بعض العقبات التي تعيق عمل اي فرد او مجموعة.. وهكذا نصبح قد ساهمنا في إيجاد مصدر دخل لأسر ومجموعات وشرائح من المجتمع وساهمنا في استيعاب يد عاملة وعقول مبدعة ترفع من شأن الوطن وتقلل من ازماته الاقتصادية والاجتماعية و تحاصر بعض الظواهر السيئة كالتسول و جرائم النصب والاحتيال لكسب المال ، وبعض الجرائم الاخلاقية كالزنى و الدعارة من أجل الكسب.
ناهيك عن الاستقرار العائلي و بث الأمل في نفوس النشأ الذي يتوق لعمل كريم فيحس انه ممكن بفضل مساهمات المحسنين و مساندتهم له اذا ما رغب في فرصة عمل يبدأ بها حياته
هذا ولا تعني هذه الصدقة بمردوديتها الكبيرة هاته انها مكلفة و ثقيلة على عاتق الكثيرين لكن بالعكس فهي تبقى صدقة في الأصل اي ما زاد عن الحاجة وان كان قليلا جدا. المهم ان تتسع وتصبح ثقافة مجتمع ورؤيا اجتماعية و اقتصادية يتبناها الأفراد و المجموعات للمساهمة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية
مع استمرار الثواب والأجر الذي لا يمكن ان ينقطع الى يوم الدين حيث يبقى نورا يرفل في ظله كل محسن

نزهة الإدريسي/ المملكة المغربية
[email protected]

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق